بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشار الزنى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وعلى أهله وصحبه الجميع وسلم. نسأل المولى عز وجل أن يوفقنا في قول الخير وخير القول في هذه الرسالة وتكون فاتحة خير على الناس.
يا أيها المسلمين...
قال تعالىِ "وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً" ]الأحزاب:63[. نعلم جميعا نحن المسلمين أن الساعة آتية لا ريب فيها فوعد الله حق ، وهناك الكثير من الدلائل الصغرى التي ذكرها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة والتي تدل على قرب يوم القيامة ، فهناك ما ظهر منها وانقضى ومنا ما ظهر وما يزال في تتابع وتكاثر ومنها ما لم يظهر وسيظهر وهي الأشراط الصغرى ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسوله الله صلى الله عليه وسلم " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا" وكذلك عن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "ليكوننَ من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" والحر أي الزنا.
وسنتطرق للحديث على انتشار الزنا واستحلاله في هذا الوقت. لقد غزى شبح الزنا وطننا العربي وانتشر كانتشار النار في الهشيم ، وسبب انتشاره ما يوجد اليوم من آلات اللهو وعرض الأفلام و المسلسلات التي تدعو إلى هذه الفاحشة وجعل له أسواق معروفه في كثير من البلدان التي ينتسب أهلها إلى الإسلام وما يفعل في غير الأسواق أكثر وأكثر. و للأسف أن العاهرات الفاجرات جعل لهن تصاريح من جهات متخصصة في الدولة لممارسة هذه الرذيلة.وهناك من الدول من قامت بأخذ ضرائب من دور الدعارة ومن الزانيات وتنظيم هذا وصرف بطاقة صحية تبين أنها خالية من الأمراض وكأن الزنا أصبحت تجارة رابحة. وما يحز في نفس الإنسان ما يسمى بزنا المحارم وانتشاره بين أوساط الأمة. وتبين أن من أسباب إقدام الفتيات على الانتحار هو تعرضهن للاعتداء الجنسي من قبل محارمها، وهناك من الأمهات الجاهلات مثلاً يفضلنه لبناتهن الاعتداء عليهن من قبل محارهم "الأخ" بدلا من الأجنبي بحجة أن ذلك بأنه أفضل للوقاية من المرض, ودرءا للفضيحة. وصل الجهل والتخلف إلى هذا الحد وذلك مؤشر على ضعف و قلة الوازع الديني. ما يحصل في الأسواق وبالأخص في المجمعات التجارية من التبرج والسفور سواءً من الأجنبيات أو من بنات البلد فإن هذا يزيد ارتفاع نسبة الزنا. إلى درجة أن الرجل يغشى المرأة على قارعة الطريق وفي الحدائق العامة ولا يرون في ذلك بأساً،. وكذلك ما يعرض في وسائل الإعلام، من أغانٍ ماجنة ، وصور فاضحة ، وقصص ساقطة، وأفلام هابطة ، مما يحرك ويثير شهوة الكبير المتزوج فكيف بالشاب المراهق ، والبنت المراهقة ، فكل من يتساهل في أن يعرض أو يسمع شيء من هذا في بيته ، ثم يقع أحد أولاده في الانحراف ، فإنه يتحمل وزره يوم القيامة أمام الله عز وجل وفي حديث زينب بنت جحش مع الرسول "أنهلك وفينا الصالحون، قال: نعم، إذا كثر الخبث" لذا فأن وجع الزنا سيدركنا إن انتشر بكثرة بين أوساط هذه الأمة الإسلامية. وكذلك هناك من الشباب العرب من يعتبر الزنا والفاحشة مع اليهوديات مباحا ومسموحا ونوعا من النضال وأسلوبا من أساليب المواجهة ، ولعل البعض يعتبره تكتيكا ماهرا ضمن إستراتيجية المقاومة والأداء الوطني المميز. وما نراه اليوم من الاختلاط بين الجنسين أنما هو طريق لانتشار الزنا. يأتي استحلال الزنا بدعوى الفن أو الحب أو العشق أو الغرام أو المتعة من بعض الناس. فلا يكاد يمر يوم إلا وقع في العالم الإسلامي عدة جرائم متعلقة بالزنا.
نسأل الله العلي القدير بأن يحفظنا من هذه الفاحشة والأمة الإسلامية ويغفر لنا وبرحمنا جميعا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته